ميزان الحسنات والسيئات، أو ما يسميه البعض ميزان الأعمال الحسنة والسيئة، أو غيرها من المسميات!
طيب هو ايه ده الأول؟
عبارة عن تطبيق في شكل نشاط (ميزان بكفتين لوزن الأعمال الحسنة والسيئة للطفل على مدار اليوم وفي نهاية اليوم يتم تقييم أعمال الطفل ويتحسب له أيهما أكبر).
ومن نتيجة بحثي للناس اللي طبقت النشاط، الطفل إذا أعماله حسنة/إيجابية/حلوة وشطور يكافئ عليها، أما اذا أعماله سيئة/سلبية/مسمعش الكلام فـ يا ويله بقى فيه عقوبات وحرمان وغيرها.
طيب تعالوا نشوف الأول ليه بعض الأمهات والمعلمات جت لهم الفكرة دي وحاولوا يطبقوها؟
عشان عايزين يقوموا سلوك أطفالهم ويحفزوا السلوك الإيجابي عندهم، وعشان يسمعوا الكلام ونحط تحتها خطوط كتيييير.
حلو الكلام؟
لا مش حلو، ليه؟
لأن الموضوع فيه بعض المشاكل سواء من الناحية الدينية أو التربوية.
ازاي؟ كملي معايا المقال وهتعرفي ...
بما أننا في رمضان، فبقالي سنتين أو أكتر في الفترة دي ألاقي جروبات وأماكن غيرها بتنشر الفكرة دي.
والأمهات للأسف بتنبهر بيه (خاصة الفكرة متاخده من جانب ديني ألا وهو الميزان) وعليها شوية إضافات عشان تكون تربوية
يعني 2*1.
المهم، ندخل في المشاكل، ليه فيه مشاكل في النشاط ده؟
المشاكل في النشاط ده في جانبين: الجانب الديني والجانب التربوي، وسيتم تناولهم بالتفصيل في السطور القادمة.





من نعمة ربنا وفضل الله علينا سبحانه وتعالى نعمة الستر.
احنا الكبار المكلفين اللي كل عمل لينا نُحاسب عليه (من رب العالمين مش من بشر) ، الشخص منا أصلاً ميعرفش حسناته وسيئاته وعددها وأيهم أكتر من التاني.
ف ليه نعمل كده مع أطفالنا؟
ليه نحط نفسنا في موضع أننا نحاسبهم ونحدد ايه من سلوكهم أو أعمالهم الجيد وايه منهم السيء! ونحدد كمان مكافأة أو عقوبة!
ربنا هو وحده سبحانه وتعالى اللي هيحاسبنا


مثلاً اذا الطفل لم يرتب سريره كده سيئة، مخلصش أكله سيئة.
أما لما يسمع كلام مامته أو باباه "يسمع الكلام هنا بيكون المقصود اعمل حاضر، شيل حاضر، لا ده ممنوع حاضر" بيعتبروها حسنة!

بناءاً على ايه بيتم هذا التقييم وهل احنا في ديينا السيئات بالسهولة دي بتكتب؟
ده حتى من نعمة ورحمة ربنا علينا أن فيه استغفار وتوبة


فتقديراتنا نحن البشر تختلف تماماُ عن تقدير ربنا سبحانه وتعالى.
فالحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء ، في حين أن السيئة بواحدة مثلها. فيه نقطة كمان إن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها.
ومن هم بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة ولم يفعلها كتبت له حسنة.



و النية التي هي أصل كل فعل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
الحديث رواه عمر بن الخطاب. المحدث : البخاري. حكم الحديث: صحيح
يعني نظام حساب الحسنات والسيئات بالمفهوم الديني مفيش بشر يقدر يحسبه أبداً، وفكرة تجسيده فيها ظلم للطفل وخلط مفاهيم وده هوضحه أكتر في الجانب التربوي










حقيقي قلبي وجعني لما قريت الكلام ده، ايه الرعب ده؟
الجزاء عند ربنا سبحانه وتعالى لعباده يوم الدين (على أعمال الإنسان طول حياته ، ومن رحمة ربنا إن كمان الحساب بيكون بعد البلوغ)، ده غير كمان أن الحسنات تذهبن السيئات.
ييجي حد يطبق الفكرة بالطريقة دي ازاي ؟ طريقة فيها قهر وسلطة ، طيب شايفه انه كده اتعلم حاجة ؟!وقبل ما ندخل في الجانب التربوي
جربتي أنت تفكري في أعمالك بالطريقة دي وتحاسبي نفسك بنفس الطريقة، شوفي مشاعرك ايه وقتها؟
أو تصوري جوزك في آخر اليوم جه وقال لك أنت عملتي كذا وكذا وحش (الاكل وحش، البيت مش مرتب أو غيرها) وده كان أقل من عملك الحلو خلال اليوم عشان كده أنتِ محرومة من خروجة نهاية الأسبوع.
احساسك ايه؟




قادرة أنها تخلق عنده مشاعر الإحباط والحقد وتزود الغيرة بين الأخوات (مين حقق حسنات أكتر؟ طيب مين يومه كان وحش وسيئاته كانت أكتر؟ مين مميز ومين لا؟ و غيرها)
ف ليه نحط نفسنا في مشاكل أكبر وبعدين نجري ندور على حلول؟!


تصوري طفل في يوم سلوكه كان غير مرغوب فيه (أكيد لسبب عنده) وتيجي تقولي له أعمالك السيئة كتير اليوم أو حتى يشوفها على لوحة !
ممكن يحس بإحباط وميحاولش يحسن من نفسه
أو يقول هي خربانه أصلاً هكمل زي ما أنا ويزود في السلوكيات الغير مرغوب فيها.


ليه تربي فيهم أنهم يعملوا الفعل عشان شكلهم يكون حلو، الأولى نربي فيهم تقييمهم لذاتهم، وأنهم يعرفوا ويقدروا يحددوا المشكلة عشان يصلحوها. وضيفي على كده أن الطريقة دي ممكن تقلل من إحساس الطفل لما يكبر بموضوع الحسنات والسيئات (بسبب عدم وجود الستر اللي وضحتها فوق).


ازاااي؟
يعني لما تحطي لطفلك سيئة عشان مسمعش كلامك أو قال لأ أو لم ينظف مكانه، ده هيعمل لخبطة بين الأعمال اللي فعلا ربنا حذرنا منها أو اللي تحسب فعلا سيئة.
فيا ريت نستخدم الكلمات الصح في موضوعها
فالحسنة

والسيئة



واحنا أصلاً بنعاني من الناس اللي بتصدر أحكامها على اللي حواليها، فنربي كمان ده في أطفالنا؟!
طيب والحل ايه؟
أنت أم عايزة تربي طفلك على السلوك الإيجابي وتقللي السلبي تعملي ايه؟
تعالي وهقول لك


مثال: طفلك الصغير كان بيعيط وأنت بعيدة، ولقيتي الكبير طبطب عليه وحاول يشوفه محتاج ايه. هنا تشكري طفلك على فعله، وممكن تقولي له أنت أحسنت التصرف لما حاولت تطبطب على أخوك وتساعده أنا فخورة بيك


بدلا من

ف زي ما بتاخدي بالك من السلوكيات الغير مرغوب فيها، ركزي كمان على الإيجابي (المرغوب فيه) عشان يكبر ويزيد.

يبقى تتكلمي مع طفلك، وتعرفي مشاعره ، وسبب سلوكه أصلاً ايه؟ وكان بيفكر ازاي وقتها؟
من الاحتمالات أنه يكون بجهل منه أصلاً، او ميعرفش، أو نسي أو غيرها.
وبعد ما تعرفي السبب
خليه يفكر معاكِ وتحددوا المشكلة فين وطريقة حلها ايه.
أنت كده عملتي ايه؟









ازاي؟
يعني أنكم مثلا هتحددوا لفلان على مدار اليوم بعض المهام (تكون واضحة مكتوبة أو مصورة حسب السن ومتكونش كتير).
المهمة اللي تخلص يتحط جنبها علامة صح أو طابع أو ستيكر أو غيره.
طيب واللي لم تنفذ؟
يكون في جانب الورقة خانة للمهام التي لم تنفذ، وممكن تترحل لليوم التاني.





وأخيراً عايزة أقول كلمتين مهمين
احنا في تربيتنا لأولادنا، هدفنا أننا نربي طفل سوي يقدر بعد كده يعتمد على نفسه، ويتحمل مسؤولية أفعاله ويقدر يبحث عن حلول.
مش إنسان لما يكبر يفضل يدور على ماما وبابا اللي هيحلوا له مشاكله، ولا هيفضل مستني رأي اللي حواليه فيه وفي تصرفاته لأنه مقدر ذاته.
محتاجين يكون هو جواه البوصلة اللي بتساعده وتوجهه صح، ولما يغلط يتعلم من غلطه. مين فينا مش بيغلط؟ أخطأئنا فرص كبيرة عشان نتعلم منها.
ونصيحة من أختك، قبل ما تعجبك أو تنبهري بفكرة وتطبيقيها على أولادك.
اقفي لحظة وفكري وجربي إذا أنتِ مكان طفلك وعملتي الفكرة دي هتحسي بايه؟ مشاعرك ايه؟ هتستفادي ايه من وراها؟ ؟ وإذا حسيتي إنك تايهه اسألي حد متخصص من أهل العلم الثقة
لأن ببساطة أطفالنا ونفسياتهم مش للتجارب
اللهم إني أسألك صالح النية
وما توفيقي إلا من فضل الله سبحانه وتعالى وأي تقصير فهو مني فاغفر لي يا رب تقصيري
لا تنسوني من صالح دعائكم في هذه الليالي العظيمة
اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً
دمتم طيبين وبخير
بقلمي
شيماء الجميل