-->
U3F1ZWV6ZTE5NzA5NjQ5MjU5X0FjdGl2YXRpb24yMjMyODMxMzQ0OTc=
recent
أخبار ساخنة

التحفيز وتشجيع الأطفال على الطاعات


التحفيز وتشجيع الأطفال على الطاعات



في مجال تحفيز الأطفال على العمل الجيد والعادات الجيدة يتوقف الآباء كثيرا عندما يتعلق بمكافأة هذا العمل

والحجة في هذا الأمر أنهم لا يريدون من الطفل أن يعتاد أن لكل عمل مكافأة، خصوصا لو كان الموضوع يتعلق بالطاعات، فيخاف الوالدين أن يكون الطفل يصلي ويحفظ القرآن والبنت ترتدي الحجاب من أجل المكافأة وليس من أجل الله سبحانه وتعالى.. وبالتالي بمجرد أن تتغير مصالح الطفل ستتغير مواقفه! هم يريدون أن تكون أعمال الطفل مبنية على قناعة وليس على مصلحة!


ولكن في نفس الوقت إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الطفل لا يقدم على أي عمل إلا للفت انتباه والديه، فإننا نمنحه بعدم الانتباه للتقدم الذي يحرزه، أو عندما يكون الانتباه الذي نوليه له نتيجة للعمل الجيد لا يعادل عشر التعب الذي بذله، نمنحه بذلك أفضل فرصة للتراجع عن التقدم الذي كان يحرزه! ولسان حاله يقول.. لرب تجاهل الوالدين مع الراحة خير من انتباههما الهزيل مع التعب الشديد!
.
.
وبالرغم من أني أتفهم مخاوف الوالدين إلا أني أستغرب حكمهما، وخصوصا كما قلت عندما يتعلق الأمر بالطاعات.. فنجد أن الأبوين يحتفلان بنبوغ الولد في مادة الرياضيات، وفوزه في المباريات، ويقيمان احتفالا عائليا على شرف فوزه في مسابقة Spelling bee في المدرسة.. لكن عندما يتعلق الأمر بالطاعة.. تختلف الموازين ويمر الاجتهاد بالقليل والهزيل من الاهتمام والتوقير! أستغرب لأني لا أعرف ماذا يتوقعون من طفل لا يزال في أول خطواته للتعرف إلى نفسه وتهذيبها، وإذا كنا نحن الكبار نسأل الله في كل عمل أن يرزقنا الإخلاص، ولا نعرف هل وصلنا إلى المرحلة التي تتقبل فيها أعمالنا أو لا، وسنبقى لآخر لحظة من عمرنا ونحن نجاهد في تحقيق هذه المعاني السامية في نفوسنا؛ كيف نتوقع من طفل صغير أو شاب يافع أن يستوعب كل هذا، ويستحضر نعيم الجنة جزاء على ما يقوم به من عمل ونحن أنفسنا بالكاد نستشعر هذا النعيم..! كيف نتوقع منه أن يلتزم أو يهتم حتى بالالتزام، طالما أن كل شيء حوله يمكن أن يجعله يحصل على مكافأة إلا الطاعة..!
.
.
قبل أن أكمل دعوني أورد هذه الفتوى المكتوبة


((فلا نرى بأسًا بتشجيع الصغار على الحضور إلى المسجد بشيء من الجوائز والهدايا, وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يشجع على بعض الأعمال الصالحة بشيء من الجوائز، فقال في الغزو: من قتل قتيلًا فله سلبه.

وهذا لا شك طريق من طرق التشجيع, وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة عن حكم الجوائز التي تعطى تشجيعًا على حفظ القرآن: لا نعلم بذلك بأسًا؛ لأن ذلك وسيلة لتحقيق غاية شرعية نبيلة، والوسائل لها حكم الغايات. وبالله التوفيق اهــ.

وجاء فيها أيضًا: لا بأس بمنح جوائز نقدية لحفز همم الطلاب على حفظ كتاب الله جل وعلا، ويوجه الطلاب إلى إخلاص النية لله لحفظ القرآن، والجوائز تأتي تبعًا، ولا تكون هي المقصود من الحفظ.

وعلى هذا فلا بأس بما ذكر في السؤال، وينبغي توجيههم إلى طلب الثواب من الله تعالى، وتعليمهم الإخلاص.)) مأخوذة من إسلام ويب.

للخروج من هذه الاشكالية أرى التالي والله أعلم:


- ليس بالضرورة أن تكون المكافأة مادية وباذخة بل المكافآت المعنوية تقوم مقامها وعلى العكس قد تعطي انطباعا أفضل لدى الطفل وهمة أعلى على المواصلة.
- المكافآت بالتدريج.. في بدايات التزام الطفل بعادة جديدة أو عبادة جديدة يعطى المكافآت الصغيرة يوميا.. ثم تصبح أسبوعية.. ثم شهرية مع زيادة حجم الالتزام المتوقع منه (يعني في البداية يكافأ على كل يوم يصلي فيه كاملا ثم ومع الوقت وعندما يشتد عوده يكافأ على التزامه بالفروض والسنن لمدة شهر مكافأة معنوية كأن تكون رحلة مثلا)
- الفخر بالولد وترديد عبارات الرضى عليه أمام الناس.
- مع المكافأة هناك الاستمرار بغرس قيم الاخلاص لله سبحانه وتعالى وأهمية أن يكون هذا العمل لله وتدريجيا سيرفض المكافأة من تلقاء نفسه .. بمجرد أن يصل إلى العمر الذي يؤهله من استيعاب هذا المعنى.

.
.
لكن يا رعاكم الله، ونيابة عن أطفالكم، لا تجعلوا عباداتهم تمر مرور الكرام، حجاب الطفلة أولى بالاحتفال من حصولها على المرتبة الأولى في الصف! ففي الأولى فلاحها في آخرتها.. والثانية دنيا زائلة!
كتبته ✨✨
أفنان الحلو
الاسمبريد إلكترونيرسالة