عملية التربية عملية منهجية
بأسس مميزة ومهمة
ومن بين الأسس والركائز التي يقوم عليها هذه
العملية التربوية
القدوة الحسنة
الأب مرآة لولده
فقبل أن تربي ولدك على خلق حسن
يجب أن تكون متصفا ومتخلقا به
أنت أيها الأب بالنسبة لولدك كنسبة العود إلى الظل ولا يستقيم الظل والعود أعوج
إن من الأباء من أجرموا في حق أبنائهم بالقدوة السيئة التي قاموا بها فهذا أب يجلس مع بناته يشاهد فيلما فاضحا وملىء بالفتن والشهوات المحرقة وهذا يشرب ويسكر ويسهر ويريد من أبناءه صالحين فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وعلى هذا
فإن أصل المهارات وعمدة الصفات المطلوبة للمربي الناجح وإن مربيا غير قدوة ككاتب على الماء لا يرى لما يكتب أثرا فلا وعظه ينفع ولا كلامه يسمع ولا توجيهاته تنفذ
كما أن الابن إذا ما افتقد القدوة فيمن يربيه فسوف يفتقد إلى كل شىء ولن يفلح معه حينئذ وعظ ولا ثواب ولا عقاب والطفل كالمرآة ترى فيه نفسك فانظر بأي حال تحب أن ترى ولدك ولقد ورد عن المأمون قوله
نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا إلى أن نوعظ بالأقوال
نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا إلى أن نوعظ بالأقوال
ولك أن تتخيل معي
لو صنع ولدك خطأ ما وأنت تقع فيه وأعطيته فرصة الحديث الصريح معك لنطق قائلا لك
أنت فعلت ذلك وأنا أفعل مثلك
عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
قالت
ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة ابنته
وهذا هو الشاهد
مما يدلنا على أن الأبناء من أشد الناس تأثرا بآبائهم وتقليدا لهم
مثال عملي
إذا رأيت مسكينا وكان ابنك معك فأعطه ولو جنيها واحدا واطلب منه أن يتصدق به ويعطيه للمسكين في يديه ويبتسم في وجهه وفي حال عمله هذا اشكره وكافئه وأثن عليه كثيرا أما إخوانه عندما سيغرس في قلبه حب البذل والعطاء والإنفاق والكرم وعلى ذلك فقس
حيث ينشأ الجيل على حب التطوع وبذل الخير للغير
حيث ينشأ الجيل على حب التطوع وبذل الخير للغير
أيها المربي
أبناؤك أمانة في عنقك وصلاحك وحسن خلقك يفيد أبناءك وهو صلاح لك
قال تعالى
وكان أبوهما صالحا
فالأب والأم مدرستا الأخلاق الأولى في حياة الأبناء التي يتخرج منها أكثر الأبناء خلقا
الوالدان سببا تشكيل شخصية أو أخلاقيات الأبناء
كل أبوين مسئولان عن تربية الأبناء وتشكيل شخصياتهم ولا أدل على ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم
ما من مولد إلا ويولد على الفطرة
فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
فاحرص على تشكيل شخصية طفلك وبناءه النفسي لكي
ينفعك في الدنيا والأخرة
أنت أيها الأب وقاية وأمان لأبنائك من هلاك الدنيا والأخرة
وكتبه
وكتبه
مصطفى جزر
من كتاب التواصل بين الأباء والأبناء
د / عادل هندي